قصة فنان
قال "أغسطس بوكوسيل " وهو يبتسم من سريره للرجل الضخم الذي وصل سرا ً عندما كان نائماً: "أنا أعتقد أنك الطبيب، وإنه لعطف منك أن تأتي. إلا أنني لا أعتقد أنه بإمكانك مساعدتي، وعلي كل حال، وبما أنك هنا، فسوف أخبرك عما أصابني. إنني فنان أقوم برسم بعض الصور و الرسومات..."
"ولكن..................."
ضحك" أغسطس بوكوسيل " بمرارة وقال: "ستقول لي أنك لا تهتم بقصة حياتي؛ فإنك أحد العامة الذين لا يبالون – وليس من الأهمية لك – لو أن شاباً ماهر أُخذ إلي السرير في ريعان شبابه، ولم يقم منه أبداً. لكني أفترض أنك أُرسلت إلي هنا عن طريق أحد الأصدقاء، والذين يسمون خطأ بالمتدخلين في شئون الغير، وذلك لكي تنقذني مما أعاني لذا فإنه يتحتم علي أن أشرح لك مرضي، فإنك لا تستطيع أن تفهم مرضي إلا إذا قصصت عليك قصه حياتي."
"ولكن..................."
"لقد نشأت في حياة مرفهة، وسرعان ما أتضح أنني لست طفلاً عادياً؛ ففي السابعة من عمري حصلت علي جائزة لرسم حيوان، وسوف نتناسى حقيقة أنني قصدت برسمي أن أصور غروب الشمس فوق لندن.وبعد ذلك، زودني والداي الفخوران بي بالمزيد من أقلام الرصاص، والأوراق، وأعطوني فرصة الدراسة علي يد أعظم الرسامين. " "وفي الحادية والعشرين من عمري بدأت عملي كرسام للناس، ولقد رسمت احدي عشر صورة لوجهي، وكان يبدو أنه لا يرغب فيهم أحد، ولو أنك دخلت إلي حجرتي، لوجدت أنهم معلقين بطريقة بائسة علي الحائط، وكأنهم ينظرون إلي ذلك الكرسي الحالي، والذي لن أجلس عليه مرة أخري، لأنني واثق أنني لن أنهض من هذا السرير أبداً....."
"ولم يأتي أحد من الناس لرسم صورهم، ولم يعد لدي أدني رغبة في رسم مزيداً من الصور لنفسي، وعلي الرغم من أن ذلك قد يبدو أمر مستحيلاً إلا أن الرسم لم يعد يمثل مصدر سعادة حقيقة بالنسبة لي، وذلك بعد انتهائي من رسم الصورة الحادية عشرة، وهذا يثبت أن الإنسان يمكن أن يمل حتى من أعظم أنواع الجمال الرائع..."
"ولكن......................."
" هل يمكنني أن أشير إلي أن هناك تكراراً معيناً في ملاحظاتك ؟ دعني أُكمل، وبعد ذلك تستطيع أن تقول:- لكن - كما يحلو لك. لقد تحولت من رسم الناس إلي رسم القرية، حيث رسمت المنظر الذي يطل عليه الشباك الخلفي تسع مرات، والمنظر الذي يطل عليه الشباك الأمامي سبع مرات.
ولكن هل استطعت أن أبيع السبع صور الخاصة بالمنظر الذي يطل علي الشباك الأمامي، أو التسع صور الخاصة بالمنظر الذي يطل عليه الشباك الخلفي ؟ كلا! لم أستطع." ولم يتبقى معي إلا قدرا ضئيلاً من المال. لذا؛ فقد قررت بعد صراع مرير مع نفسي، أن أنسي روحي، وأن أرسم من أجل المال، وعزمت علي أن أرسم الصور الفكاهيه لبعض الصحف، وتذكر أنني كنت بلا أمل، بل وجائع تقريباً، لذا فلا تفكر في بكل هذه القسوة..."
"ولكن............................"
" أنا أعرف أنك ستقول أنه لو كان لدي روح الفنان الحقيقية، لفضلت أن أموت بدلاًً من أن أفعل ذلك؛ لكن تذكر أن زوجتي وأولادي كانوا يصرخون من أجل الخبز، أو أنهم كانوا سيصرخون من أجله لو أن لدي زوجة وأطفال، وهل كان ذلك خطأ أنه لم يكن لدي زوجة وأطفالاً صغاراً ؟ لذلك فقد كنت أرسم ثلاثين أو أربعين صورة مضحكة كل يوم ، وأرسلها إلي الصحف . لكن سرعان ما اكتشفت أن بيع الإنسان لروحه من أجل المال ليس أمراً سهلاً كما يبدو، وصدق أو لا تصدق أنني لم أحصل علي أي أموال، لكن كل ما حصلت عليه أنني استعدت لوحاتي....."
"ولكن........................"
" ربما تسألني لماذا رُدت إلي صوري، إنني لا أستطيع أن أخبرك؛ فلقد كنت أقيسهم علي قط عندي، وغالبا ً ما كنت أسمع التعبير "مضحكين بما يكفي أن يضحكوا قط ". ولذلك فقد كنت أضعهم في صف، وأحمل القط أمامهم، فضحك حتى مَرِضَ......فلقد كان مريضا علي أية حال. "
وعندئذ أصبحت محبطا أكثر وأكثر. ولقد حاولت برسم الإعلانات، والملابس، وأجهزة البيانو، والزجاجات، وأن أقوم برسم سيدات طويلات القامة ذوات ابتسامات حمقاوات، وكنت أرسلهم بالمئات. وكان كل ما تلقيته مقابل ذلك هو: نموذج لزجاجة أو اثنتين، وعينه لممشطه صوف، ولقد توقعت أن أحصل علي عينة لامرأة طويلة ذات ابتسامة حمقاء، لكن ربما تكون قد فقدت في البريد... "
"ولكن...................................."
لذا فلقد أقلعت عن المقاومة، وتحطم قلبي، وصممت أن أُحمل إلي سريري، ولا أقوم منه أبدا ً. لن تستطيع مساعدتى أيها الطبيب. ولن تفيدنى أى مهارة من مهاراتك. أنا متأكد أننى لن أنهض من هذا الفراش أبداً..."
فقال الغريب وهو يضع " أوجستس بوكويسيل " علي السجادة بحرص: "وأنا واثق أنك سوف تنهض؛ لأنني قد جئت لكي آخذ السرير؛ فأنا من محل الأثاث، والسرير لم يسدد ثمنه. "
قال "أغسطس بوكوسيل " وهو يبتسم من سريره للرجل الضخم الذي وصل سرا ً عندما كان نائماً: "أنا أعتقد أنك الطبيب، وإنه لعطف منك أن تأتي. إلا أنني لا أعتقد أنه بإمكانك مساعدتي، وعلي كل حال، وبما أنك هنا، فسوف أخبرك عما أصابني. إنني فنان أقوم برسم بعض الصور و الرسومات..."
"ولكن..................."
ضحك" أغسطس بوكوسيل " بمرارة وقال: "ستقول لي أنك لا تهتم بقصة حياتي؛ فإنك أحد العامة الذين لا يبالون – وليس من الأهمية لك – لو أن شاباً ماهر أُخذ إلي السرير في ريعان شبابه، ولم يقم منه أبداً. لكني أفترض أنك أُرسلت إلي هنا عن طريق أحد الأصدقاء، والذين يسمون خطأ بالمتدخلين في شئون الغير، وذلك لكي تنقذني مما أعاني لذا فإنه يتحتم علي أن أشرح لك مرضي، فإنك لا تستطيع أن تفهم مرضي إلا إذا قصصت عليك قصه حياتي."
"ولكن..................."
"لقد نشأت في حياة مرفهة، وسرعان ما أتضح أنني لست طفلاً عادياً؛ ففي السابعة من عمري حصلت علي جائزة لرسم حيوان، وسوف نتناسى حقيقة أنني قصدت برسمي أن أصور غروب الشمس فوق لندن.وبعد ذلك، زودني والداي الفخوران بي بالمزيد من أقلام الرصاص، والأوراق، وأعطوني فرصة الدراسة علي يد أعظم الرسامين. " "وفي الحادية والعشرين من عمري بدأت عملي كرسام للناس، ولقد رسمت احدي عشر صورة لوجهي، وكان يبدو أنه لا يرغب فيهم أحد، ولو أنك دخلت إلي حجرتي، لوجدت أنهم معلقين بطريقة بائسة علي الحائط، وكأنهم ينظرون إلي ذلك الكرسي الحالي، والذي لن أجلس عليه مرة أخري، لأنني واثق أنني لن أنهض من هذا السرير أبداً....."
"ولم يأتي أحد من الناس لرسم صورهم، ولم يعد لدي أدني رغبة في رسم مزيداً من الصور لنفسي، وعلي الرغم من أن ذلك قد يبدو أمر مستحيلاً إلا أن الرسم لم يعد يمثل مصدر سعادة حقيقة بالنسبة لي، وذلك بعد انتهائي من رسم الصورة الحادية عشرة، وهذا يثبت أن الإنسان يمكن أن يمل حتى من أعظم أنواع الجمال الرائع..."
"ولكن......................."
" هل يمكنني أن أشير إلي أن هناك تكراراً معيناً في ملاحظاتك ؟ دعني أُكمل، وبعد ذلك تستطيع أن تقول:- لكن - كما يحلو لك. لقد تحولت من رسم الناس إلي رسم القرية، حيث رسمت المنظر الذي يطل عليه الشباك الخلفي تسع مرات، والمنظر الذي يطل عليه الشباك الأمامي سبع مرات.
ولكن هل استطعت أن أبيع السبع صور الخاصة بالمنظر الذي يطل علي الشباك الأمامي، أو التسع صور الخاصة بالمنظر الذي يطل عليه الشباك الخلفي ؟ كلا! لم أستطع." ولم يتبقى معي إلا قدرا ضئيلاً من المال. لذا؛ فقد قررت بعد صراع مرير مع نفسي، أن أنسي روحي، وأن أرسم من أجل المال، وعزمت علي أن أرسم الصور الفكاهيه لبعض الصحف، وتذكر أنني كنت بلا أمل، بل وجائع تقريباً، لذا فلا تفكر في بكل هذه القسوة..."
"ولكن............................"
" أنا أعرف أنك ستقول أنه لو كان لدي روح الفنان الحقيقية، لفضلت أن أموت بدلاًً من أن أفعل ذلك؛ لكن تذكر أن زوجتي وأولادي كانوا يصرخون من أجل الخبز، أو أنهم كانوا سيصرخون من أجله لو أن لدي زوجة وأطفال، وهل كان ذلك خطأ أنه لم يكن لدي زوجة وأطفالاً صغاراً ؟ لذلك فقد كنت أرسم ثلاثين أو أربعين صورة مضحكة كل يوم ، وأرسلها إلي الصحف . لكن سرعان ما اكتشفت أن بيع الإنسان لروحه من أجل المال ليس أمراً سهلاً كما يبدو، وصدق أو لا تصدق أنني لم أحصل علي أي أموال، لكن كل ما حصلت عليه أنني استعدت لوحاتي....."
"ولكن........................"
" ربما تسألني لماذا رُدت إلي صوري، إنني لا أستطيع أن أخبرك؛ فلقد كنت أقيسهم علي قط عندي، وغالبا ً ما كنت أسمع التعبير "مضحكين بما يكفي أن يضحكوا قط ". ولذلك فقد كنت أضعهم في صف، وأحمل القط أمامهم، فضحك حتى مَرِضَ......فلقد كان مريضا علي أية حال. "
وعندئذ أصبحت محبطا أكثر وأكثر. ولقد حاولت برسم الإعلانات، والملابس، وأجهزة البيانو، والزجاجات، وأن أقوم برسم سيدات طويلات القامة ذوات ابتسامات حمقاوات، وكنت أرسلهم بالمئات. وكان كل ما تلقيته مقابل ذلك هو: نموذج لزجاجة أو اثنتين، وعينه لممشطه صوف، ولقد توقعت أن أحصل علي عينة لامرأة طويلة ذات ابتسامة حمقاء، لكن ربما تكون قد فقدت في البريد... "
"ولكن...................................."
لذا فلقد أقلعت عن المقاومة، وتحطم قلبي، وصممت أن أُحمل إلي سريري، ولا أقوم منه أبدا ً. لن تستطيع مساعدتى أيها الطبيب. ولن تفيدنى أى مهارة من مهاراتك. أنا متأكد أننى لن أنهض من هذا الفراش أبداً..."
فقال الغريب وهو يضع " أوجستس بوكويسيل " علي السجادة بحرص: "وأنا واثق أنك سوف تنهض؛ لأنني قد جئت لكي آخذ السرير؛ فأنا من محل الأثاث، والسرير لم يسدد ثمنه. "