استبعاد ميدو .. وغموض شحاتة
يملك حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر من المبررات الفنية والسلوكية التي تؤيد قرار استبعاده لميدو من قائمة منتخب مصر في أنجولا 2010 لكن هذا لا يعفيه وجهازه من بعض المسئولية.
وإذا كان شحاتة ورجاله مطالبين باختيار 23 لاعبا من بينهم أربعة رؤوس حربة فقط .. بلا شك أسماء محمد زيدان وعماد متعب وأحمد رؤوف والسيد حمدي لابد أن تسبق ميدو بناء على معايير فنية من السهل توقعها.
وهذا التقدير ليس مبنيا على اسم أو تاريخ لكنه مبني على فورمة اللاعب (recent form) في المباريات .. فميدو يعاني من بعض الوزن الزائد – قد يفقده أو قد لا يفقده قبل أنجولا 2010 - وبمشاهدة مباريات الزمالك الأخيرة يمكن التيقن من بذل اللاعب جهدا خارقا لكن للأسف حساسيته أمام المرمى متراجعة بشدة.
وهو ما يصب في مصلحة رؤوف أو حمدي اللذين يتعامل معهما الجهاز الفني لمنتخب مصر كبديلين لمتعب وزيدان في حال جاهزية الأخيرين.
ومن ناحية أخرى، وهي الناحية النفسية فمن السهل التعامل مع حمدي أو رؤوف وقبولهما الجلوس على دكة البدلاء بينما يكون الوضع أصعب مع "نجم" في حجم ميدو.
وإذا كان جلوس ميدو احتياطيا لزكي ومتعب في مباراة زامبيا في القاهرة التي أراها سببا رئيسيا في خروجنا من تصفيات كأس العالم تسبب في مشاكل ومهاترات إعلامية وشخصية بين اللاعبين الثلاثة، فماذا يكون الحال إذا قرر شحاتة الدفع بحمدي أو رؤوف من مقاعد البدلاء فيما يجلس ميدو للمشاهدة فقط؟ .. وهل يضمن الجهاز وقتها عدم إثارة المشاكل داخل المعسكر؟.
وهذه الفكرة تماثل ما حدث من قبل من جانب لويس أراجونيس المدرب السابق لمنتخب إسبانيا الذي دخل حربا طاحنة مع الإعلام الإسباني بسبب إصراره على استبعاد راؤول نجم وقائد ريال مدريد، وهي الحرب التي استمرت حتى نجح الرجل في الفوز ببطولة أوروبا عام 2008.
ميدو قوة كان من الممكن توظيفها أمام العنف الأفريقيوفي وقتها كان لدى أراجونيس ديفيد بيا وفرناندو توريس وهما من أخطر مهاجمي العالم وكان حجم راؤول وشعبيته يسببان صعوبة في تركه بديلا أو عدم إشراكه في أي مباراة.
والأفكار السابقة ليست قناعة خاصة بكاتب هذه السطور لكنها مجرد توقعات لما دار في ذهن شحاتة وجهازه الفني.
وإذا كانت الأسباب السابق ذكرها ضد اختيار ميدو .. يبقى للاعب حسب ما ذكرنا في المقال السابق أنه الأكثر خبرة بين مهاجمي مصر وسبق له اللعب أمام مدافعي نيجيريا على سبيل المثال في الدوري الإنجليزي وسجل أو صنع أهداف في أنديتهم، ومن بينهم لاعبين في مرسيليا الفرنسي وبولتون وإيفرتون الإنجليزيين.
كما يملك ميدو عنصر القوة البدنية التي تماثل قوة وعنف المدافعين الأفارقة وذلك بدلا من توظيفها في ضرب مدافعي الأندية المصرية المصابين بأنيميا.
في النهاية من المؤكد أن شحاتة وجهازه اتخذوا قرارا بعد حساب ما للاعب وما عليه.
أما ما يؤخذ على شحاتة وجهازه الفني هو إعلان قراراتهم من دون تبرير حتى إن كان المبرر في وضوح الشمس، وذلك يرجع ربما لإدراك خاطيء من أن تفسيرهم لقراراتهم يفتح الباب أمام انتقادهم أو التقليل من سلطتهم الفنية.
فمثلا حضر عشرات الصحفيين المؤتمر الرسمي لإعلان قائمة الـ32 لاعبا التي أعلنها شحاتة والتي خلت من اسم محمد حمص .. وعندما سأل البعض عن سبب استبعاد نجم الإسماعيلي كان رد شحاتة قاطعا "هذه مسألة فنية" فقط من دون تفسير.
كابيللووالمثير أن شحاتة ظهر بعدها بيومين على قناة "مودرن سبورت" في حوار مع مصطفى يونس ليشرح بالتفصيل سبب استبعاد حمص وشوقي وبركات وكل لاعبي المنتخب .. "طب ما كان من الأول يا كابتن"!.
هذا التصرف يثير الإعلام ضد شحاتة لأن كل مندوبي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة كانوا في المؤتمر الصحفي الذي وصفه بالـ"جلسة الودية" ورفض فيها مناقشة مبرراته لكن بعد ما ظهر في "مودرن سبورت" - وهذا سبق يحسب للقناة - برر كل شيء!
نفس الأمر حدث الآن مع واقعة ميدو لأن شحاتة لديه مبررات عدة لاستبعاد اللاعب لكن احتفاظه بها سرا يسمح بالقيل والقال خصوصا أن ميدو أعلن غضبه رسميا.
وبالمناسبة تفسير القرارات الفنية لا يقلل من شأن الجهاز الفني بدليل أن الإيطالي فابيو كابيللو مدرب منتخب إنجلترا وهو أحد أكثر مدربي العالم صرامة في عمله مع لاعبيه والإعلام ومدعم بتاريخ ونتائج ممتازة، لا يجد حرجا في ذكر أسباب استبعاده لديفيد بيكام ومايكل أوين من فريقه في كل المؤتمرات الصحفية.
لدرجة أن بيكام يغير ناديه كل ستة أشهر بين ميلان ولوس أنجلوس جالاكسي فقط ليرضي كابيللو، وأوين انتقل إلى مانشستر يونايتد وكلما سجل هدفا أطلق تصريحا لاستعطاف الرجل.
إذن فليس عيبا ان يخرج الجهاز الفني للمنتخب لإعلان أن فلان مستواه ارتفع أو أن فلان كشف عن قدرات أفضل في المعسكر أو أن فلان سيفيدنا في لقاء أو آخر.
وفي النهاية أي كانت مبررات شحاتة وجهازه لابد لهم ولنا أن نؤكد جميعا أننا نؤيدهم مهما كانت قراراتهم لأنهم الآن يلعبون باسم بلدنا مصر لكن التوضيح لا يضر أي طرف يا كابتن.
أحمد عاطف.
يملك حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر من المبررات الفنية والسلوكية التي تؤيد قرار استبعاده لميدو من قائمة منتخب مصر في أنجولا 2010 لكن هذا لا يعفيه وجهازه من بعض المسئولية.
وإذا كان شحاتة ورجاله مطالبين باختيار 23 لاعبا من بينهم أربعة رؤوس حربة فقط .. بلا شك أسماء محمد زيدان وعماد متعب وأحمد رؤوف والسيد حمدي لابد أن تسبق ميدو بناء على معايير فنية من السهل توقعها.
وهذا التقدير ليس مبنيا على اسم أو تاريخ لكنه مبني على فورمة اللاعب (recent form) في المباريات .. فميدو يعاني من بعض الوزن الزائد – قد يفقده أو قد لا يفقده قبل أنجولا 2010 - وبمشاهدة مباريات الزمالك الأخيرة يمكن التيقن من بذل اللاعب جهدا خارقا لكن للأسف حساسيته أمام المرمى متراجعة بشدة.
وهو ما يصب في مصلحة رؤوف أو حمدي اللذين يتعامل معهما الجهاز الفني لمنتخب مصر كبديلين لمتعب وزيدان في حال جاهزية الأخيرين.
ومن ناحية أخرى، وهي الناحية النفسية فمن السهل التعامل مع حمدي أو رؤوف وقبولهما الجلوس على دكة البدلاء بينما يكون الوضع أصعب مع "نجم" في حجم ميدو.
وإذا كان جلوس ميدو احتياطيا لزكي ومتعب في مباراة زامبيا في القاهرة التي أراها سببا رئيسيا في خروجنا من تصفيات كأس العالم تسبب في مشاكل ومهاترات إعلامية وشخصية بين اللاعبين الثلاثة، فماذا يكون الحال إذا قرر شحاتة الدفع بحمدي أو رؤوف من مقاعد البدلاء فيما يجلس ميدو للمشاهدة فقط؟ .. وهل يضمن الجهاز وقتها عدم إثارة المشاكل داخل المعسكر؟.
وهذه الفكرة تماثل ما حدث من قبل من جانب لويس أراجونيس المدرب السابق لمنتخب إسبانيا الذي دخل حربا طاحنة مع الإعلام الإسباني بسبب إصراره على استبعاد راؤول نجم وقائد ريال مدريد، وهي الحرب التي استمرت حتى نجح الرجل في الفوز ببطولة أوروبا عام 2008.
ميدو قوة كان من الممكن توظيفها أمام العنف الأفريقيوفي وقتها كان لدى أراجونيس ديفيد بيا وفرناندو توريس وهما من أخطر مهاجمي العالم وكان حجم راؤول وشعبيته يسببان صعوبة في تركه بديلا أو عدم إشراكه في أي مباراة.
والأفكار السابقة ليست قناعة خاصة بكاتب هذه السطور لكنها مجرد توقعات لما دار في ذهن شحاتة وجهازه الفني.
وإذا كانت الأسباب السابق ذكرها ضد اختيار ميدو .. يبقى للاعب حسب ما ذكرنا في المقال السابق أنه الأكثر خبرة بين مهاجمي مصر وسبق له اللعب أمام مدافعي نيجيريا على سبيل المثال في الدوري الإنجليزي وسجل أو صنع أهداف في أنديتهم، ومن بينهم لاعبين في مرسيليا الفرنسي وبولتون وإيفرتون الإنجليزيين.
كما يملك ميدو عنصر القوة البدنية التي تماثل قوة وعنف المدافعين الأفارقة وذلك بدلا من توظيفها في ضرب مدافعي الأندية المصرية المصابين بأنيميا.
في النهاية من المؤكد أن شحاتة وجهازه اتخذوا قرارا بعد حساب ما للاعب وما عليه.
أما ما يؤخذ على شحاتة وجهازه الفني هو إعلان قراراتهم من دون تبرير حتى إن كان المبرر في وضوح الشمس، وذلك يرجع ربما لإدراك خاطيء من أن تفسيرهم لقراراتهم يفتح الباب أمام انتقادهم أو التقليل من سلطتهم الفنية.
فمثلا حضر عشرات الصحفيين المؤتمر الرسمي لإعلان قائمة الـ32 لاعبا التي أعلنها شحاتة والتي خلت من اسم محمد حمص .. وعندما سأل البعض عن سبب استبعاد نجم الإسماعيلي كان رد شحاتة قاطعا "هذه مسألة فنية" فقط من دون تفسير.
كابيللووالمثير أن شحاتة ظهر بعدها بيومين على قناة "مودرن سبورت" في حوار مع مصطفى يونس ليشرح بالتفصيل سبب استبعاد حمص وشوقي وبركات وكل لاعبي المنتخب .. "طب ما كان من الأول يا كابتن"!.
هذا التصرف يثير الإعلام ضد شحاتة لأن كل مندوبي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة كانوا في المؤتمر الصحفي الذي وصفه بالـ"جلسة الودية" ورفض فيها مناقشة مبرراته لكن بعد ما ظهر في "مودرن سبورت" - وهذا سبق يحسب للقناة - برر كل شيء!
نفس الأمر حدث الآن مع واقعة ميدو لأن شحاتة لديه مبررات عدة لاستبعاد اللاعب لكن احتفاظه بها سرا يسمح بالقيل والقال خصوصا أن ميدو أعلن غضبه رسميا.
وبالمناسبة تفسير القرارات الفنية لا يقلل من شأن الجهاز الفني بدليل أن الإيطالي فابيو كابيللو مدرب منتخب إنجلترا وهو أحد أكثر مدربي العالم صرامة في عمله مع لاعبيه والإعلام ومدعم بتاريخ ونتائج ممتازة، لا يجد حرجا في ذكر أسباب استبعاده لديفيد بيكام ومايكل أوين من فريقه في كل المؤتمرات الصحفية.
لدرجة أن بيكام يغير ناديه كل ستة أشهر بين ميلان ولوس أنجلوس جالاكسي فقط ليرضي كابيللو، وأوين انتقل إلى مانشستر يونايتد وكلما سجل هدفا أطلق تصريحا لاستعطاف الرجل.
إذن فليس عيبا ان يخرج الجهاز الفني للمنتخب لإعلان أن فلان مستواه ارتفع أو أن فلان كشف عن قدرات أفضل في المعسكر أو أن فلان سيفيدنا في لقاء أو آخر.
وفي النهاية أي كانت مبررات شحاتة وجهازه لابد لهم ولنا أن نؤكد جميعا أننا نؤيدهم مهما كانت قراراتهم لأنهم الآن يلعبون باسم بلدنا مصر لكن التوضيح لا يضر أي طرف يا كابتن.
أحمد عاطف.