يحتل الكوكب الأحمر مكانة فريدة بين أشقائه بالنسبة لسكان الأرض، فقد كانت الحضارة أو الحياة المريخية (ولم تزل) محوراً هاماً لنقاشات وأبحاث كثيرة! وإذا كنا في الوقت الراهن قد توصلنا تقريباً إلى شبه إجماع حول هذا الموضوع فذلك لم يكن أبداً حال البشر سابقاً، فقد سيطرت فكرة وجود حياة عاقلة على كواكب المجموعة الشمسية (وبخاصة المريخ) على تفكير الإنسان لفترة طويلة!!
تعود قصة الحياة المريخية إلى أزمنة بعيدة لكنها بدأت تأخذ أبعاداً جدية في نهاية القرن الثامن عشر وذلك بعد أن كشفت التلسكوبات عن قلنسوتين قطبيتين يغطيهما الجليد، كما بدت بعض البقع العاتمة تظهر وتختفي تبعاً للفصول كأنها موسم زراعية خضراء!!
في العام 1877 قام الفلكي الإيطالي جيوفاني شيباريلي برصد المريخ أثناء اقترابه من الأرض فأكد أنه رأى أقنية تغطي سطحه! وقد بدت له هذه الأقنية عامي 1879، 1882 تامة الاستقامة مما يعطي احتمال بناءها من قبل سكان المريخ! وأطلق شيباريلي على هذه الأقنية اسم Canali وبعد أن ترجمت كتابات شيباريلي إلى الإنكليزية دفعت هذه الـ Canali (والتي أصبحت Canals) الفلكي الأميركي برسيفال لويل إلى القيام مع ويليم بيكرنغ بتجهيز مرصد في أريزونا لمراقبة المريخ أثناء اقترابه عام 1894، استنتج لويل بعدها صحة ما ذهب إليه شيباريلي، حتى أنه نشر عام 1895 كتاباً وضح فيه حججه حول وجود حياة ذكية على المريخ! فقد رأى لويل أن المريخيين قد شقوا هذه القنوات لجلب المياه من القطبين إلى مزارعهم بسبب جفاف كوكبهم وانعدام البحيرات والمحيطات على سطحه المرئي!!
صورة للقنوات المريخية
ولم تكن Canals لويل وشيباريلي فقط سبب الاعتقاد بحياةٍ على المريخ، فقد نشر الروائي هـ.جـ. ويلز في العام 1898 كتاب “حرب العوالم” والذي صور فيه هجوم أشرار من المريخ على كوكب الأرض!! كما أنه في العام 1899 لاحظ نيكولا تسلا بعض الضجيج الكهربائي في جهاز صممه لنقل الطاقة فعزا ذلك إلى إشارات متبادلة بين الكواكب!! وفي العام 1920 فسّر غغليمو ماركوني استقبال أجهزته لإشارات راديوية غامضة أن هذه الإشارات هي رسائل من سكان المريخ!!
تفاعل الناس مع هذه الإدعاءات فبدأت تصدر اقتراحات للتوصل إلى طرق بدء التخاطب مع سكان الكوكب الأحمر! فبعد أن اقترح غاوص حرق غابة كبيرة بشكل مثلث قائم إشارة إلى معرفتنا بنظرية فيثاغورس، اقترحت شركة Sperry Groscope توجيه مئتين من مصابيح الكشف عالية الإضاءة إلى المريخ! واقترح فون ليترو إشعال حرائق في الصحراء بأشكال هندسية جذباً لانتباه سكان المريخ! كما عرضت أكاديمية العلوم الفرنسية تقديم جائزة مقدارها 100000 فرنك فرنسي لأول من يتواصل مع كوكب آخر مرسلاً رسالة ومستقبلاً الرد عليها! حتى أن الجيش والبحرية الأميركية استجابت لدعوى الفلكي ديفيد تود بإصدار أوامر توقف الاتصالات الراديوية والتنصت لاستقبال إشارات من المريخ أثناء اقترابه في العام 1924!! وكان تود قد وضع مخططاً لبناء تلسكوب ضخم قادر على التقاط صور دقيقة للكوكب الأحمر، كما دعى كذلك إلى إرسال أجهزة بث قوية في منطاد لتفادي أثر الغلاف الجوي أثناء الاتصال بالمريخ!!
وبعد أن باءت بالفشل جميع هذه المحاولات قدم الفلكي اليوناني يوجين أنتونيادي تفسيراً لأقنية المريخ بأنها خداعاً بصرياً نتيجة تباين الإضاءة على سطوح تفسر عين الإنسان حوافها على أنها خطوط مستقيمة، وقد اعتمد الفلكيون الأمريكيون نفس التعليل بعد أن استعملوا تلسكوباً بمئة إنش بني عام 1917 على جبل ويلسون، كما بينت نتائج الرصد في الأربعينات أن الغلاف الجوي للمريخ لا يحتوي على الأكسجين إلا بكميات ضئيلة جداً الأمر الذي قضى على إمكانية وجود حياة حيوانية وبالتالي حياة ذكية!! وقد عززت هذه النتيجة المركبة الفضائية مارينر4 عندما مرت على بعد 10000 كم عن سطح المريخ وقدمت صوراً لسطحه لم تظهر فيها أية آثار للأقنية، ولكن في العام 1971 اتخذت المركبة مارينر9 مداراً حول الكوكب فأظهرت صورها الأقنية التي رآها لويل وشيباريلي ولكنها لم تكن صنعية بل أقنية طبيعية!!
المركبة مارينر 9
صورة من مارينر 9 لسطح المريخ
وبعد هبوط مركبتا الفايكنغ على المريخ في العام 1976 تعززت المعلومات حوله وحول غلافه الجوي بما قدمتاه من معلومات وصور مثيرة.
فايكنج 1 على سطح المريخ
في العام 1984 تعثر العالمة روبرتا سكور على صخرة نيزكية في حقول Allan Hills الجليدية في القطب الجنوبي، سمي هذا النيزك ALH84001 وصنف بداية ضمن نوع الديوجينيت وهي النيازك التي تشظت عن الكويكب فستا في الماضي السحيق، إلا أنه في العام 1993 أكد الجيولوجي ديفيد ميتلفلد مع خبراء آخرين أن هذا الحجر يشبه المجموعة SNC المكونة من 11 حجراً سقطت في أمكنة مختلفة مثل: الهند ومصر وفرنسا وجميعها ذات مصدر مريخي كما دلت على ذلك الغازات المحصورة في فقاعات صغيرة داخل هذه الأحجار، وفي حين قدرت أعمار النيازك الـ 11 بـ 1300 مليون سنة، فقد بين قياس معدلات التحلل الإشعاعي أن عمر ALH84001 حوالي 4500 مليون سنة أي أنه تصلب في الوقت الذي تكون فيه كوكب المريخ فشهد بالتالي كامل تاريخ الكوكب!
ولكن وقبل حوالي 16 مليون سنة تحطم كويكب على المريخ أدى إلى قذف هذه القطعة الصخرية حتى أفلتت من الجذب الثقالي للمريخ حيث أمضت الستة عشر مليون سنة السابقة في مدار بين الأرض والمريخ ويدل على ذلك تعرض سطح النيزك للإشعاع الكوني، ومنذ حوالي 13000 سنة دخل ALH84001 جو الأرض ليسقط في القطب الجنوبي والذي حافظ عليه مدفوناً بالثلج لمدة طويلة.
بداية تبين للعلماء بالفحص المجهري أن النيزك يحتوي على نتفاً من الكربونات والتي لا تتبلور إلا بوجود الماء وغالباً ما يأتي الكربون من تحلل بقايا كائنات ميتة، وتبين أن الكربونات قد تكونت تحت درجات حرارة تتراوح ما بين 0 و 80 درجة مئوية وهو مجال يتواجد فيه الماء بحالة سائلة، كما تبين أن كريات الكربون هذه تكونت منذ حوالي 3600 مليون سنة وهي الفترة التي أوحت صور مركبات فايكنغ أن الماء السائل كان متوفراً فيها على المريخ!
وباستخدام المجهر الإلكتروني عثر إيفرت جيبسون وديفيد ماكي على بنى صغيرة أطلقوا عليها اسم “البيضيات” وهي تشبه إلى حد مدهش شكل الجراثيم في حين أن طولها أصغر بحوالي عشر مرات من أي جرثوم عرفه العلم!
كما وجد ريتشارد زار بعد تحليله الليزري لعينة من النيزك مركبات كربوهيدراتية عطرية متعددة الحلقات، ولأحد هذه المركبات ارتباط بالتعفن والتحلل الطبيعي لبقايا الكائنات الحية!
وعندما كانت كاتي توماس كابرتا تتفحص كريات الكربون في ALH84001 بالمجهر الإلكتروني عثرت على بلورات صغيرة، الأولى كانت المغنيتايت أو أكسيد الحديد المغناطيسي، أما الثانية فكانت بلورات بيرهوتايت وهو نوع من كبريت الحديد، كما تبين لكابرتا أيضاً وجود فلز آخر من كبريت الحديد هو الغريجايت، وجميع هذه الفلزات مغناطيسية بطبيعتها، وجميعها تصنع داخل أجسام الجراثيم لتستخدمها في التوجه وتحديد مكان الغذاء!
وبالرغم من ذلك قدم البعض تفسيرات مغايرة لكل من الشواهد السابقة منفردة.. لكن وجودها مجتمعة وفي حيز صغير يؤكد أن حياة على المريخ قد نشأت وتطورت عندما كانت الظروف ملائمة، ثم تراجعت وتحجرت بقاياها مع فقدان الكوكب الأحمر لغلافه الجوي ومياهه بسبب جذبه الثقالي الضعيف.
إن فرضية نشوء الحياة على المريخ تقدم تفسيراً مقبولاً لظاهرة فقد المريخ لعنصر الآزوت من غلافه الجوي، حيث أنه من الممكن أن تكون الخلايا الحية الأولى التي نشأت على المريخ كانت نوعاً من طحالب بالغة الصغر (على شكل خيوط، كالتي امتلأت بها محيطات الأرض مطلع تكونها) والتي أطلقت الأوكسجين بغزارة في الغلاف الجوي. وهذه الفرضية تفسر أيضاً سبب وجود أوكسيد الحديد المغناطيسي على سطح المريخ الذي يكسبه لونه الأحمر.
تعود قصة الحياة المريخية إلى أزمنة بعيدة لكنها بدأت تأخذ أبعاداً جدية في نهاية القرن الثامن عشر وذلك بعد أن كشفت التلسكوبات عن قلنسوتين قطبيتين يغطيهما الجليد، كما بدت بعض البقع العاتمة تظهر وتختفي تبعاً للفصول كأنها موسم زراعية خضراء!!
في العام 1877 قام الفلكي الإيطالي جيوفاني شيباريلي برصد المريخ أثناء اقترابه من الأرض فأكد أنه رأى أقنية تغطي سطحه! وقد بدت له هذه الأقنية عامي 1879، 1882 تامة الاستقامة مما يعطي احتمال بناءها من قبل سكان المريخ! وأطلق شيباريلي على هذه الأقنية اسم Canali وبعد أن ترجمت كتابات شيباريلي إلى الإنكليزية دفعت هذه الـ Canali (والتي أصبحت Canals) الفلكي الأميركي برسيفال لويل إلى القيام مع ويليم بيكرنغ بتجهيز مرصد في أريزونا لمراقبة المريخ أثناء اقترابه عام 1894، استنتج لويل بعدها صحة ما ذهب إليه شيباريلي، حتى أنه نشر عام 1895 كتاباً وضح فيه حججه حول وجود حياة ذكية على المريخ! فقد رأى لويل أن المريخيين قد شقوا هذه القنوات لجلب المياه من القطبين إلى مزارعهم بسبب جفاف كوكبهم وانعدام البحيرات والمحيطات على سطحه المرئي!!
صورة للقنوات المريخية
ولم تكن Canals لويل وشيباريلي فقط سبب الاعتقاد بحياةٍ على المريخ، فقد نشر الروائي هـ.جـ. ويلز في العام 1898 كتاب “حرب العوالم” والذي صور فيه هجوم أشرار من المريخ على كوكب الأرض!! كما أنه في العام 1899 لاحظ نيكولا تسلا بعض الضجيج الكهربائي في جهاز صممه لنقل الطاقة فعزا ذلك إلى إشارات متبادلة بين الكواكب!! وفي العام 1920 فسّر غغليمو ماركوني استقبال أجهزته لإشارات راديوية غامضة أن هذه الإشارات هي رسائل من سكان المريخ!!
تفاعل الناس مع هذه الإدعاءات فبدأت تصدر اقتراحات للتوصل إلى طرق بدء التخاطب مع سكان الكوكب الأحمر! فبعد أن اقترح غاوص حرق غابة كبيرة بشكل مثلث قائم إشارة إلى معرفتنا بنظرية فيثاغورس، اقترحت شركة Sperry Groscope توجيه مئتين من مصابيح الكشف عالية الإضاءة إلى المريخ! واقترح فون ليترو إشعال حرائق في الصحراء بأشكال هندسية جذباً لانتباه سكان المريخ! كما عرضت أكاديمية العلوم الفرنسية تقديم جائزة مقدارها 100000 فرنك فرنسي لأول من يتواصل مع كوكب آخر مرسلاً رسالة ومستقبلاً الرد عليها! حتى أن الجيش والبحرية الأميركية استجابت لدعوى الفلكي ديفيد تود بإصدار أوامر توقف الاتصالات الراديوية والتنصت لاستقبال إشارات من المريخ أثناء اقترابه في العام 1924!! وكان تود قد وضع مخططاً لبناء تلسكوب ضخم قادر على التقاط صور دقيقة للكوكب الأحمر، كما دعى كذلك إلى إرسال أجهزة بث قوية في منطاد لتفادي أثر الغلاف الجوي أثناء الاتصال بالمريخ!!
وبعد أن باءت بالفشل جميع هذه المحاولات قدم الفلكي اليوناني يوجين أنتونيادي تفسيراً لأقنية المريخ بأنها خداعاً بصرياً نتيجة تباين الإضاءة على سطوح تفسر عين الإنسان حوافها على أنها خطوط مستقيمة، وقد اعتمد الفلكيون الأمريكيون نفس التعليل بعد أن استعملوا تلسكوباً بمئة إنش بني عام 1917 على جبل ويلسون، كما بينت نتائج الرصد في الأربعينات أن الغلاف الجوي للمريخ لا يحتوي على الأكسجين إلا بكميات ضئيلة جداً الأمر الذي قضى على إمكانية وجود حياة حيوانية وبالتالي حياة ذكية!! وقد عززت هذه النتيجة المركبة الفضائية مارينر4 عندما مرت على بعد 10000 كم عن سطح المريخ وقدمت صوراً لسطحه لم تظهر فيها أية آثار للأقنية، ولكن في العام 1971 اتخذت المركبة مارينر9 مداراً حول الكوكب فأظهرت صورها الأقنية التي رآها لويل وشيباريلي ولكنها لم تكن صنعية بل أقنية طبيعية!!
المركبة مارينر 9
صورة من مارينر 9 لسطح المريخ
وبعد هبوط مركبتا الفايكنغ على المريخ في العام 1976 تعززت المعلومات حوله وحول غلافه الجوي بما قدمتاه من معلومات وصور مثيرة.
فايكنج 1 على سطح المريخ
في العام 1984 تعثر العالمة روبرتا سكور على صخرة نيزكية في حقول Allan Hills الجليدية في القطب الجنوبي، سمي هذا النيزك ALH84001 وصنف بداية ضمن نوع الديوجينيت وهي النيازك التي تشظت عن الكويكب فستا في الماضي السحيق، إلا أنه في العام 1993 أكد الجيولوجي ديفيد ميتلفلد مع خبراء آخرين أن هذا الحجر يشبه المجموعة SNC المكونة من 11 حجراً سقطت في أمكنة مختلفة مثل: الهند ومصر وفرنسا وجميعها ذات مصدر مريخي كما دلت على ذلك الغازات المحصورة في فقاعات صغيرة داخل هذه الأحجار، وفي حين قدرت أعمار النيازك الـ 11 بـ 1300 مليون سنة، فقد بين قياس معدلات التحلل الإشعاعي أن عمر ALH84001 حوالي 4500 مليون سنة أي أنه تصلب في الوقت الذي تكون فيه كوكب المريخ فشهد بالتالي كامل تاريخ الكوكب!
ولكن وقبل حوالي 16 مليون سنة تحطم كويكب على المريخ أدى إلى قذف هذه القطعة الصخرية حتى أفلتت من الجذب الثقالي للمريخ حيث أمضت الستة عشر مليون سنة السابقة في مدار بين الأرض والمريخ ويدل على ذلك تعرض سطح النيزك للإشعاع الكوني، ومنذ حوالي 13000 سنة دخل ALH84001 جو الأرض ليسقط في القطب الجنوبي والذي حافظ عليه مدفوناً بالثلج لمدة طويلة.
بداية تبين للعلماء بالفحص المجهري أن النيزك يحتوي على نتفاً من الكربونات والتي لا تتبلور إلا بوجود الماء وغالباً ما يأتي الكربون من تحلل بقايا كائنات ميتة، وتبين أن الكربونات قد تكونت تحت درجات حرارة تتراوح ما بين 0 و 80 درجة مئوية وهو مجال يتواجد فيه الماء بحالة سائلة، كما تبين أن كريات الكربون هذه تكونت منذ حوالي 3600 مليون سنة وهي الفترة التي أوحت صور مركبات فايكنغ أن الماء السائل كان متوفراً فيها على المريخ!
وباستخدام المجهر الإلكتروني عثر إيفرت جيبسون وديفيد ماكي على بنى صغيرة أطلقوا عليها اسم “البيضيات” وهي تشبه إلى حد مدهش شكل الجراثيم في حين أن طولها أصغر بحوالي عشر مرات من أي جرثوم عرفه العلم!
كما وجد ريتشارد زار بعد تحليله الليزري لعينة من النيزك مركبات كربوهيدراتية عطرية متعددة الحلقات، ولأحد هذه المركبات ارتباط بالتعفن والتحلل الطبيعي لبقايا الكائنات الحية!
وعندما كانت كاتي توماس كابرتا تتفحص كريات الكربون في ALH84001 بالمجهر الإلكتروني عثرت على بلورات صغيرة، الأولى كانت المغنيتايت أو أكسيد الحديد المغناطيسي، أما الثانية فكانت بلورات بيرهوتايت وهو نوع من كبريت الحديد، كما تبين لكابرتا أيضاً وجود فلز آخر من كبريت الحديد هو الغريجايت، وجميع هذه الفلزات مغناطيسية بطبيعتها، وجميعها تصنع داخل أجسام الجراثيم لتستخدمها في التوجه وتحديد مكان الغذاء!
وبالرغم من ذلك قدم البعض تفسيرات مغايرة لكل من الشواهد السابقة منفردة.. لكن وجودها مجتمعة وفي حيز صغير يؤكد أن حياة على المريخ قد نشأت وتطورت عندما كانت الظروف ملائمة، ثم تراجعت وتحجرت بقاياها مع فقدان الكوكب الأحمر لغلافه الجوي ومياهه بسبب جذبه الثقالي الضعيف.
إن فرضية نشوء الحياة على المريخ تقدم تفسيراً مقبولاً لظاهرة فقد المريخ لعنصر الآزوت من غلافه الجوي، حيث أنه من الممكن أن تكون الخلايا الحية الأولى التي نشأت على المريخ كانت نوعاً من طحالب بالغة الصغر (على شكل خيوط، كالتي امتلأت بها محيطات الأرض مطلع تكونها) والتي أطلقت الأوكسجين بغزارة في الغلاف الجوي. وهذه الفرضية تفسر أيضاً سبب وجود أوكسيد الحديد المغناطيسي على سطح المريخ الذي يكسبه لونه الأحمر.